حينما رأيت الموت يدق أبوابي

هذه هي الحياة لا تراها على حقيقتها إلا بعد أن ترى الموت ملوحاً لك بالأفق غاضباً وسريعا ليلتهم شبابك التي لم ترى الحياة إلا منذ حين ...
رأيت الموت قبل ساعة من الان رأيته على حقيقته حينما جاء والدي الذي لم أره باكياً من قبل ...لم أره حزيناً ولكني اليوم رأيته وكأنه يحمل جبلاً على ظهره ..
تقدم نحو والدتي الضعيفة وهمس في أذنها وما أن انتهى حتى سقطت على الأرض صريعة البكاء والألم وهي تنظر إلي ...
من نظراتها عرفت بأني سوف أودع حياتي الصغيرة سوف أودعها بلا رجعة ..فقفزت والألم يعصف بجسمي أغلقت الباب وأخذت أنظر فيلم حياتي القصيرة ... فما وجدت سوى الأخطاء والذنوب وقلة الحسنات ...فيا لها من حسرة تدمي القلب.. ما أقول لربي وما زالت الذنوب ملاقاة على ظهري ...
لقد تركتها لآني كنت أنظر بأن الموت سوف يأتي وأنا في فراشي ذو الثمانين من العمر ...ولكن هذا هو الموت جاءني وأنا في ريعان شبابي ... فماذا أفعل ؟ وكيف أواجه الموت ؟؟
منذ أسبوع وأنا أعاني من الآلام ولكن لم أتصور أن هذا الألم يهدد حياتي ... فواأسفاه من ألماً حقيراً يسلب حياتي الزاهرة
ويجعلني أواجه الموت المخيف ..
ثم بزغ نور قليل من الآمل حين صرخ والدي: بني سوف نسافر غداً لإجراء العملية .. عادت الحياة فجأة ولكن حياهً مختلفاً .. حياة وعدت أن أكون فيها شاباً أكثر صلاحاً وأقرب إلى رب العالمين.
ولكن هذا الأمل دام لحظات ثم رحل متأسفاً ليعود الموت الغاضب يلوح حولي كالصقر حينما يريد الانقضاض على فريسته الضعيفة ...
لقد تبين أن العملية نسبة نجاحها 40% فقط وغداً في المساء سوف تبدأ ولا أعلم هل أستيقظ بعدها أم أذهب بعيدا بلا رجعة ...
وإلى ذلك الحين آمل أيها الإخوة الكرام أن تسامحوني إن أخطأت وتغفروا لي كل تقصير ..وأتمنى أن تدعوا لي دعوة صادقة ليس للشفاء وإنما للمغفرة وطلب الرحمة ...
تحياتي
ايمان